فيديو مكياج إيراني لحفل زواج طفلة
تم النشر بتاريخ 10 تِشْرِين الْأَوَّل 2024
يتفق المجلس مع Meta في حالة مقطع الفيديو الذي تظهر فيه خبيرة تجميل من إيران وهي تزيّن فتاة بعمر 14 عامًا لحفل زفافها، على أن إزالة المحتوى كانت واجبة بموجب سياسة استغلال البشر. ومع ذلك، لا يتفق المجلس مع إزالة Meta للمحتوى بموجب استثناء روح السياسة. وبدلاً من ذلك، يرى المجلس أن المحتوى ينتهك بوضوح معيار المجتمع بشأن استغلال البشر وتحديدًا القاعدة التي تحظر تسهيل زواج الأطفال من خلال المساعدة العينية لهذه الممارسة الضارة. ويعتبر زواج الأطفال، الذي يؤثر بشكل غير متناسب على الفتيات، هو أحد أشكال الزواج القسري والعنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي. وتسعى توصيات المجلس إلى توضيح الصيغة المعلنة لمعايير شركة Meta وإرشاداتها الداخلية لضمان إزالة مثل هذا المحتوى، وتحديد أن الزيجات القسرية تشمل زواج الأطفال وتتضمن الأطفال دون سن 18 عامًا.
حول الحالة
في يناير 2024، نشر أحد مستخدمي Instagram مقطع فيديو قصيرًا على حسابه تضمّن تقديم تفاصيل عن خدمات صالونات التجميل في إيران. وتظهر في الفيديو خبيرة تجميل تقدم جلسة مكياج لفتاة استعدادًا لزواجها. وفي حديثها باللغة الفارسية، تؤكد الطفلة أن عمرها 14 عامًا، وعندما سألتها خبيرة التجميل، كشفت أن عائلة العريس طلبت يدها أكثر من مرة قبل أن يوافق والدها "ويعطيها لهم". وتتحدث خبيرة التجميل والطفلة عن أولوية الزواج عن التعليم وتعبِّر عن إعجابها بنتائج جلسة المكياج. ويشير النص المتراكب إلى أن الطفلة هي أصغر عروس لهذا العام، بينما يتضمن الشرح التوضيحي للمنشور تفاصيل عن خدمات التجميل للعرائس. تمت مشاهدة المحتوى حوالي 10.9 مليون مرة.
وتشير الأبحاث الأساسية التي أُجريت بتكليف من المجلس إلى أن الفتاة التي تظهر في الفيديو ربما تمثل دور طفلة على وشك الزواج، رغم أن هذا ليس واضحًا.
أبلغ عن المحتوى 203 من المستخدمين خلال شهر واحد. وبعد جولات من المراجعة البشرية، خلُصت Meta إلى أن المحتوى لا ينتهك أي سياسات، وبالتالي يجب الإبقاء على الفيديو. وقد تم أيضًا في البداية تمييز المحتوى على أنه مخالف بواسطة نظام Meta لعمليات المراجعة المبكرة عالية الخطورة، استنادًا إلى الاحتمالية الكبيرة لسرعة انتشار الفيديو على نطاق واسع، وتم تصعيد المحتوى إلى Meta من خلال برنامج الشركاء الموثوق بهم، والذي يتضمن إبلاغ أصحاب المصلحة الخبراء عن المحتوى الذي قد يشكل انتهاكًا للسياسات. وبعد جولة جديدة من المراجعة التي تمت بعد التصعيد من قبل الخبراء المتخصصين في السياسة والموضوع المعني، تراجعت Meta عن قرارها الأولي وأزالت المنشور لانتهاكه سياسة استغلال البشر. وهنا أحالت Meta الحالة إلى المجلس.
يُعتبر زواج الأطفال، والذي تعرِّفه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على أنه "أي زواج رسمي أو أي ارتباط غير رسمي بين طفلٍ تحت سن 18 عامًا وشخص بالغ أو طفل آخر"، أحد أشكال الزواج القسري، ويمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان وفقًا للهيئات الدولية والإقليمية.
يسمح القانون الإيراني بزواج الأطفال، حيث يحدد السن القانوني بـ 13 عامًا للفتيات و15 عامًا للفتيان، على الرغم من السماح بالزواج في إيران لأعمار أصغر من ذلك في ظروف معينة.
أهم النتائج
يرى المجلس أن المحتوى خالف بشكل صريح قواعد معيار المجتمع بشأن استغلال البشر بسبب تسهيل الزواج القسري، حيث أظهر الفيديو بوضوح قيام خبيرة تجميل بتقديم مساعدة عينية لفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، وبالتالي فهي تسهّل زواج الأطفال. وعلى الرغم من قيام Meta بحذف الفيديو، إلا أنها فعلت ذلك لسبب آخر: وهو استثناء روح السياسة بموجب سياسة استغلال البشر. ولا تحظر هذه السياسة بشكل صريح دعم زواج الأطفال، ولكن مبادئها تذكر أن هدف السياسة يتمثل في القضاء على جميع أشكال "استغلال البشر"، والذي تعتقد Meta أنه يجب أن يشمل "دعم" زواج الأطفال. في هذه الحالة، استخدمت Meta استثناء روح السياسة، والذي يمكنها اللجوء إليه عندما يؤدي التطبيق الصارم لأحد معايير المجتمع إلى نتائج غير متسقة مع مبادئ وأهداف السياسة. ولا يتفق المجلس مع Meta بشأن سبب حذف المحتوى، حيث يرى أن أفعال خبيرة التجميل كانت بمثابة تسهيل، حيث أعلن المنشور عن خدمات التجميل للفتيات المقبلات على الزواج، مما ساعد على استمرار هذه الممارسة.
لا تقدم Meta تعريف علنيًا لكلمة "تسهيل"، على الرغم من أن إرشاداتها الداخلية للمُراجعين تتضمن ما يلي: "المحتوى الذي ينسِّق نقل أو تسليم أو إيواء الضحايا قبل أو أثناء الاستغلال". ويرى المجلس أن نطاق هذا التعريف محدود للغاية. وبالنظر إلى غرض السياسة، يجب أن يُطبَق على هذه الحالة وعلى إرشادات Meta الداخلية تفسير المجلس لكلمة "تسهيل" - والذي يشمل تقديم أي نوع من المساعدة العينية لتمكين الاستغلال (بما في ذلك "الخدمات"). وهو ما يعني أن بإمكان Meta إزالة المحتوى المماثل دون الاعتماد على استثناء روح السياسة.
لا تنص سياسة استغلال البشر صراحةً على أن زواج الأطفال يندرج تحت مسمى الزواج القسري. بالإضافة إلى ذلك، بينما يذكر تعريف Meta الداخلي للمُراجعين أنه ليس بإمكان القاصرين الموافقة وأنه توجد إرشادات إضافية حول مؤشرات القبول والاتجار بالبشر، لا تتسم الصيغ الداخلية والمعلنة بالوضوح الكافي. لذلك، يجب على Meta أن تحدد في الصيغة المعلنة من السياسة أن زواج الأطفال هو أحد أشكال الزواج القسري، وتحديث إرشاداتها الداخلية لتوضيح أن الأطفال هم أشخاص دون سن 18 عامًا ولا يمكنهم الموافقة الكاملة على الزواج أو عمليات الارتباط غير الرسمية.
يعتقد المجلس أنه لا يجب تطبيق استثناء روح السياسة إلا في حالات نادرة بسبب المخاوف القانونية المتعلقة بهذا الاستثناء. وتكرارًا لتوصية سابقة، يحث المجلس Meta على إكمال تنفيذ شرح علني لهذا الإذن.
قرار مجلس الإشراف
يؤيد مجلس الإشراف قرار شركة Meta بإزالة المحتوى.
ويوصى المجلس Meta بما يلي:
- تعديل سياسة استغلال البشر لتشير صراحةً إلى أن الزواج القسري يشتمل على زواج الأطفال.
- بالإضافة إلى ذلك، تعديل السياسة بتضمين تعريف لزواج الأطفال بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان بحيث يشمل زواج الأطفال وعمليات الارتباط غير الرسمية للأطفال دون سن 18 عامًا.
- توفير إرشادات صريحة للمُراجعين البشريين بشأن تضمين زواج الأطفال في تعريف الزواج القسري.
- توسيع نطاق تعريف كلمة "تسهيل" في الإرشادات الداخلية ليشمل تقديم أي نوع من المساعدة العينية لتمكين الاستغلال (بما في ذلك "الخدمات").
لمزيد من المعلومات
To read the full decision in Farsi, click here.
To read public comments for this case, click here.