قرار جديد يسلط الضوء على سبب عدم جواز إزالة المحتوى بسبب الاستخدام المستقل لعبارة "من النهر إلى البحر"

المجلس يؤكد على أهمية الوصول إلى البيانات من أجل المراقبة المستقلة لإشراف Meta على المحتوى


بمراجعة ثلاث حالات مختلفة لمحتوى على فيسبوك تتضمن عبارة "من النهر إلى البحر"، تبيَّن للمجلس أنها لم تنتهك قواعد شركة Meta بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية، أو العنف والتحريض، أو المنظمات الخطرة والأفراد الخطرين. وعلى وجه التحديد، يتضمن محتوى التعليق والمنشورين إشارات سياقية للتضامن مع الفلسطينيين، ولكنه لا يتضمن لغة تدعو إلى العنف ضد أفراد محددين أو إقصائهم. كما أن المحتوى لا يُمجِّد حركة حماس أو حتى يشير إليها، فحماس منظمة صنّفتها Meta على أنها خطيرة. تأييدًا لقرارات Meta بالإبقاء على المحتوى، أشارت أغلبية أعضاء المجلس إلى أن العبارة لها معانٍ متعددة ويستخدمها الأشخاص بطرق ونوايا مختلفة. لكن هناك أقلية تعتقد أنه بما أن العبارة ظهرت في ميثاق حماس لعام 2017 ونظرًا إلى الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، يجب افتراض أن أي منشور يتضمن هذه العبارة يُمجِّد كيانًا مصنَّفًا، ما لم تكن هناك إشارات صريحة توضح خلاف ذلك.

تسلط هذه الحالات الثلاث الضوء على الصراع الذي تواجهه Meta في تعزيز قيمتها المتعلقة بأهمية تنوع الآراء والحاجة إلى حماية حرية التعبير، وخاصةً الخطاب السياسي أثناء النزاعات، وقيم Meta المتعلقة بالسلامة والكرامة لحماية الأفراد من الترهيب والإقصاء والعنف. وقد أدى الصراع الحالي والمستمر الذي أعقب الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في أكتوبر 2023 والعمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة إلى احتجاجات عالمية واتهامات لكلا الجانبين بانتهاك القانون الدولي. إن تصاعد معدل معاداة السامية وكراهية الإسلام له نفس القدر من الأهمية، ليس فقط فيما يتعلق بهذه الحالات ولكن أيضًا الاستخدام العام لعبارة "من النهر إلى البحر" على منصات Meta. وقد أكدت هذه الحالات مرة أخرى أهمية الوصول إلى البيانات لتقييم فاعلية آلية الإشراف على المحتوى في Meta أثناء النزاعات، فضلاً عن الحاجة إلى طريقة لتتبع مقدار المحتوى الذي يهاجم الأشخاص على أساس سمة تتمتع بحقوق حماية. تحُث توصيات المجلس شركة Meta على ضمان أن تكون مكتبة المحتوى الجديدة الخاصة بها بديلاً فعّالاً لأداة CrowdTangle وتنفيذ إحدى التوصيات المذكورة في تقرير العناية الواجبة بحقوق الإنسان الصادر عن مؤسسة الأعمال من أجل المسؤولية الاجتماعية (BSR) بشأن تأثيرات Meta في إسرائيل وفلسطين بشكل كامل.

حول الحالات

في الحالة الأولى، علّق أحد مستخدمي فيسبوك على مقطع فيديو نشرهُ مستخدم آخر. يحُث الشرح التوضيحي للفيديو الآخرين على "التعبير عن آرائهم" ويتضمن علامات هاشتاج مثل "#أوقفوا_إطلاق_النار" و"#الحرية_لفلسطين". ويتضمن تعليق المستخدم عبارة "من النهر إلى البحر" في شكل هاشتاج، وعلامات هاشتاج أخرى مثل "#أوقفوا_دعم_إسرائيل"، ورموزًا تعبيرية على شكل قلوب بألوان العلم الفلسطيني. وتمت مشاهدة التعليق حوالي 3000 مرة، وأبلغ عنه أربعة مستخدمين، ولكن تم إغلاق هذه البلاغات تلقائيًا لأن أنظمة Meta الآلية لم تمنحها الأولوية في المراجعة البشرية.

نشر مستخدم فيسبوك في الحالة الثانية ما يُرجَّح أن يكون صورة تم إنشاؤها لشرائح بطيخ عائمة تُشكل كلمات عبارة "فلسطين سوف تتحرر". وتمت مشاهدتها 8 مليون مرة تقريبًا، وأبلغ عن هذا المنشور 937 مستخدمًا. وتم تقييم بعض هذه البلاغات من قِبل المشرفين البشريين الذين وجدوا أن المنشور لم ينتهك قواعد Meta.

في الحالة الثالثة، أعاد مسؤول إحدى صفحات فيسبوك نشر منشور لمنظمة مجتمعية كندية أعلن فيه الأعضاء المؤسسون دعمهم للشعب الفلسطيني، وأدانوا "المذابح الوحشية التي يتعرضون لها" و"المحتلين الإسرائيليين الصهاينة". وقبل وصول المنشور إلى 1000 مشاهدة، أبلغ عنه مستخدم واحد ولكن تم إغلاق البلاغ تلقائيًا.

في جميع الحالات الثلاث، تقدَّم المستخدمون بعد ذلك بطعن إلى Meta لإزالة المحتوى، ولكن تم إغلاق الطعون دون مراجعة بشرية بعد التقييم بواسطة إحدى الأدوات الآلية للشركة. وبعد تأييد Meta قراراتها بإبقاء المحتوى على فيسبوك، تقدَّم المستخدمون بطعن إلى المجلس.

أعقب الهجمات الإرهابية غير المسبوقة التي شنتها حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة رد عسكري واسع النطاق من الجانب الإسرائيلي في غزة؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص (حتى يوليو 2024). ومنذ ذلك الحين، تم اتهام الجانبين بانتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد أثار ذلك جدلاً عالميًا شهدنا الكثير منه على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وInstagram وThreads.

النتائج الرئيسي

تبيَّن للمجلس أنه لا يوجد ما يشير إلى أن محتوى التعليق أو المنشورين ينتهك قواعد الخطاب الذي يحض على الكراهية في Meta، فهو لا يهاجم الشعب اليهودي أو الإسرائيلي بدعوات للعنف أو الإقصاء، ولا يهاجم مفهومًا أو مؤسسة مرتبطة بسمة تتمتع بحقوق حماية يمكن أن تؤدي إلى أعمال عنف وشيكة. وبدلاً من ذلك، يتضمن محتوى التعليق والمنشورين إشارات سياقية للتضامن مع الفلسطينيين، وذلك في علامات الهاشتاج أو التمثيل البصري أو بيانات الدعم. وبالنسبة إلى السياسات الأخرى، فإن تلك الأجزاء لا تنتهك قواعد العنف والتحريض، ولا تنتهك سياسة Meta المتعلقة بالمنظمات الخطرة والأفراد الخطرين، فهي لا تتضمن تهديدات بالعنف أو أي أضرار بدنية أخرى، كما أنها لا تُمجِّد حماس أو أفعالها.

ترى أغلبية أعضاء المجلس أثناء اتخاذ القرار أن عبارة "من النهر إلى البحر" لها معانٍ متعددة. وفي حين أنه قد يفهمها البعض على أنها تشجيع وإضفاء الشرعية على معاداة السامية والقضاء على إسرائيل وشعبها بوحشية، إلا أنها غالبًا ما تُستخدم أيضا كدعوة سياسية للتضامن والمساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإنهاء الحرب في غزة. وبالنظر إلى هذه الحقيقة، وكما تُظهر هذه الحالات، لا يمكن فهم العبارة المستقلة على أنها دعوة إلى العنف ضد مجموعة ما على أساس سماتها التي تتمتع بحقوق حماية، أو الدعوة إلى إقصاء مجموعة معينة، أو دعم كيان مصنَّف، أي حماس. إن استخدام هذه المجموعة الإرهابية لهذه العبارة بنوايا وأفعال تنطوي على إقصاء عنيف وصريح لا يجعل العبارة كريهة أو عنيفة بطبيعتها، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الأشخاص الذين يستخدمون العبارة بطرق مختلفة. ومن الضروري تقييم عوامل مثل السياق وتحديد المخاطر المحددة بهدف تحليل المحتوى المنشور على منصات Meta ككل. وعلى الرغم من أن إزالة المحتوى كان من الممكن أن يتوافق مع مسؤوليات Meta بشأن حقوق الإنسان إذا كانت العبارة مصحوبة ببيانات أو إشارات تدعو إلى الإقصاء أو العنف، أو إضفاء الشرعية على الكراهية، فإن مثل هذه الإزالة لن تعتمد على العبارة نفسها، بل على أمور مخالفة أخرى، وذلك في وجهة نظر أغلبية أعضاء المجلس. ونظرًا لأن العبارة لها أكثر من دلالة، فإن تطبيق حظر شامل على المحتوى الذي يتضمن العبارة، أو وجود قاعدة افتراضية لإزالة هذا المحتوى، أو حتى استخدامه كإشارة لبدء التنفيذ أو المراجعة، من شأنه أن يعيق الخطاب السياسي المحمي بوسائل غير مقبولة.

في المقابل، تبيَّن للأقلية من أعضاء المجلس أنه يجب أن تتبنى Meta قاعدة افتراضية تفترض أن العبارة تمثل تمجيدًا لمنظمة مصنَّفة، ما لم تكن هناك إشارات واضحة بأن المستخدم لا يؤيد حماس أو هجمات 7 أكتوبر.

اعتمد أحد الأبحاث التي أجراها المجلس لهذه الحالات على أداة تحليل البيانات CrowdTangle. ويُعد الوصول إلى بيانات المنصة أمرًا ضروريًا للمجلس وأصحاب المصلحة الخارجيين الآخرين من أجل تقييم مدى ضرورة وتناسب قرارات الإشراف على محتوى Meta أثناء النزاعات المسلحة. ولهذا السبب يشعر المجلس بالقلق إزاء قرار Meta بإغلاق الأداة في حين أنه توجد أسئلة حول مكتبة محتوى Meta الأحدث كبديل مناسب.

في النهاية، يدرك المجلس أنه حتى مع أدوات البحث، هناك قدرة محدودة على التقييم الفعّال لمدى تصاعد المحتوى المعادي للسامية والمعادي للإسلام والمحتوى العنصري والمفعم بالكراهية على منصات Meta. ويحُث المجلس شركة Meta على التنفيذ الكامل للتوصية الصادرة سابقًا عن تقرير العناية الواجبة بحقوق الإنسان الصادر عن مؤسسة الأعمال من أجل المسؤولية الاجتماعية (BSR) لمعالجة هذا الأمر.

قرار مجلس الإشراف

أيَّد مجلس الإشراف القرارات التي اتخذتها شركة Meta بالإبقاء على المحتوى في الحالات الثلاث.

ويوصى المجلس Meta بما يلي:

  • ● التأكد من ضم الباحثين المؤهلين ومنظمات المجتمع المدني والصحفيين، من الذين سبق لهم استخدام أداة CrowdTangle، إلى مكتبة محتوى Meta الجديدة في غضون ثلاثة أسابيع من تقديم طلباتهم.
  • ● التأكد من أن مكتبة محتوى Meta هي بديل مناسب لأداة CrowdTangle؛ مما يوفر وظائف وإمكانية الوصول إلى البيانات مساوية أو أكبر.
  • ● تنفيذ التوصية رقم 16 من تقرير BSR للعناية الواجبة ذات الصلة بحقوق الإنسان لآثار Meta في إسرائيل وفلسطين بهدف تطوير آلية لتتبع انتشار المحتوى الذي يهاجم الأشخاص على أساس سمات محددة تتمتع بحقوق حماية (على سبيل المثال، المحتوى المعادي للسامية والإسلام والمثليين).

لمزيد من المعلومات

For Arabic translation, click here.

For Hebrew translation, click here

To read public comments for this case, click here.

العودة إلى الأخبار