مجلس الإشراف يلغي قرار Meta الأصلي بشأن حالة "القصيدة الروسية"
تم النشر بتاريخ 16 تِشْرِين الثانِي 2022
ألغى مجلس الإشراف قرار Meta الأصلي بإزالة منشور على فيسبوك يقارن الجيش الروسي في أوكرانيا بالنازيين مستشهدًا بقصيدة تنادي بقتل الفاشيين. وقد ألغى أيضًا ما توصلت إليه Meta من انتهاك صورة تضمنها نفس المنشور يبدو أنها لجثة لسياسة المحتوى العنيف والصادم. وقد وضعت Meta شاشة تحذيرية على الصورة على أساس أنها انتهكت السياسة المذكورة. تثير هذه الحالة بعض القضايا المهمة عن الإشراف على المحتوى في حالات النزاع.
حول هذه الحالة
في أبريل 2022، نشر أحد مستخدمي فيسبوك في لاتفيا صورة لما يبدو أنه جثة في أحد الشوارع ووجهها للأسفل. ولا توجد بالجثة أي جروح ظاهرة. وقد أكدت Meta للمجلس أن الشخص قد قتل بالرصاص في بوتشا بأوكرانيا.
يحتج النص الروسي المصاحب للصورة أن الفظائع المزعومة التي ارتكبها الجنود السوفييت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية كانت مبررة على أساس أنها تمت بدافع الثأر من الجرائم التي ارتكبها جنود النازي في الاتحاد السوفييتي. ويربط النص بين الجيش النازي والجيش الروسي في أوكرانيا، قائلاً إن الجيش الروسي "became fascist" (أصبح فاشيًا).
يستشهد المنشور بالفظائع المزعومة التي ارتكبها الجيش الروسي في أوكرانيا ويقول إنه "after Bucha, Ukrainians will also want to repeat... and will be able to repeat." (بعد بوتشا، سيرغب الأوكرانيون أيضًا في تكرار... وسيستطيعون التكرار." وينتهي المنشور باقتباس من قصيدة "اقتله!" للشاعر السوفييتي قسطنطين سيمونوف، ومن بينها الأبيات التالية: kill the fascist... (اقتل الفاشي...) Kill him! (اقتله) Kill him! (اقتله) Kill!" (اقتل)
أبلغ مستخدم آخر على فيسبوك عن المنشور لتزيله Meta بداعي انتهاك معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية. وبعد تحديد المجلس لهذه الحالة، وجدت Meta أنها أزالت المنشور بالخطأ وقامت باستعادته. وبعد ثلاثة أسابيع، قامت بوضع شاشة تحذيرية على الصورة بموجب سياستها بشأن المحتوى العنيف والصادم.
النتائج الرئيسية
وجد المجلس أن إزالة المنشور ثم إضافة شاشة تحذيرية في وقت لاحق، لا تتفق مع معايير مجتمع فيسبوك، أو قيم Meta أو مسؤولياتها تجاه حقوق الإنسان.
يرى المجلس أن المنشور لم يوجه اتهامات عامة بأن "الجنود الروس نازيون"، وإنما يناقش أنهم تصرفوا مثل النازيين في وقت ومكان محددين، مستحضرًا أوجه التشابه التاريخية. وبالإضافة إلى ذلك فإن المنشور يستهدف الجنود الروس بسبب دورهم كمقاتلين وليس بسبب جنسيتهم. وفي هذا السياق، لا توفر مسؤوليات Meta تجاه حقوق الإنسان ولا معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية الحماية للجنود ضد ادعاءات ارتكابهم لاعتداءات فظيعة أو تمنع المقارنات المثيرة التي تتم فيها مقارنة أفعالهم بأحداث وقعت في الماضي.
يؤكد المجلس على أهمية السياق عند تقييم مدى تشجيع المحتوى على ارتكاب أعمال عنف. وفي هذه الحالة، يرى المجلس أن المقتطفات المقتبسة من قصيدة "اقتله!" تعتبر إشارة إلى عمل فني وثقافي تم توظيفها كأداة بلاغية. وعند النظر إليها في سياق المنشور بأكمله، يرى المجلس أن المقتطفات مستخدمة لوصف حالة ذهنية وليس للتشجيع عليها. فهي تحذر من دوائر العنف واحتمال أن يعيد التاريخ نفسه في أوكرانيا.
توضح إرشادات Meta الداخلية للمشرفين أن الشركة تفسر معيار مجتمعها بشأن العنف والتحريض على نحو يسمح بمثل هذه "الإشارة (الإشارات) الحيادية إلى نتيجة محتملة" و "التحذير (التحذيرات) الاستشارية". ومع ذلك، لم يتم توضيح ذلك في معايير المجتمع المعلنة لعامة الجمهور. وبالمثل، تحظر سياسة المحتوى العنيف والصادم الصور التي تعكس حالة وفاة بسبب أعمال عنف. وتصف الإرشادات الداخلية للمشرفين كيف تحدد Meta ما إذا كانت الوفاة تبدو ناجمة عن أعمال عنف، غير أن هذه المعلومات لم ترد في السياسة المعلنة لعامة الجمهور.
في هذه الحالة، يرى غالبية أعضاء المجلس أن الصورة الواردة في المنشور لم تتضمن مؤشرات واضحة على العنف على نحو يبرر استخدام شاشة تحذيرية وفقًا للإرشادات الداخلية التي توفرها Meta لمشرفيها.
بوجه عام، يرى المجلس أن هذا المنشور لا يرجَّح أن يؤدي إلى تفاقم العنف. ومع هذا، يشير المجلس إلى وجود تعقيدات إضافية تكتنف تقييم الخطاب الذي ينطوي على عنف في حالات النزاع الدولي حيث يسمح القانون الدولي باستهداف المقاتلين. ومن المعترف به دوليًا أن الغزو الروسي لأوكرانيا غير مشروع. ويحث المجلس Meta على مراجعة سياساتها لتأخذ في الاعتبار حالات التدخل العسكري غير المشروع.
قرار مجلس الإشراف
ألغى مجلس الإشراف قرار Meta الأصلي بإزالة المنشور وما أعقب ذلك من اعتبار المنشور انتهاكًا لسياسية المحتوى العنيف والصادم، مما دفع Meta إلى وضع شاشة تحذيرية عليه.
وأوصى المجلس Meta بما يلي:
- تعديل معيار مجتمعها المعلن بشأن العنف والتحريض ليوضح، بحسب تفسير Meta للسياسة، أنه يسمح بالمحتوى الذي يتضمن "إشارات حيادية إلى نتيجة محتملة."
- تضمين تفسير للآلية التي يتحدد من خلالها انطواء الصورة على "وفاة الشخص بسبب أعمال عنف" في معيار المجتمع المعلن بشأن المحتوى العنيف والصادم.
- تقييم جدوى استحداث أدوات تتيح للمستخدمين البالغين إبداء مدى رغبتهم في مشاهدة المحتوى الصادم من عدمه، وتتيح لهم إذا رغبوا في مشاهدته الاختيار بين مشاهدته بشاشة تحذيرية أو دون شاشة تحذيرية.
لمزيد من المعلومات
للاطلاع على القرار الكامل بشأن الحالة، انقر هنا.
للاطلاع على ملخص تعليقات العامة لهذه الحالة، يرجى النقر على المرفق الموجود أدناه.