مجلس الإشراف يلغي قرار فيسبوك: الحالة 2020-007-FB-FBR
تم النشر بتاريخ 12 شُباط 2021
ألغى مجلس الإشراف قرار فيسبوك بشأن إزالة منشور بموجب معايير مجتمعها المتعلقة بالعنف والتحريض. ورغم اعتقاد الشركة أن هذا المنشور ينطوي على تهديد مستتر، فإن أغلبية أعضاء المجلس يرون ضرورة استعادته. ولا ينبغي تنفيذ هذا القرار حتى يتم إخطار المستخدم والحصول على موافقته.
حول الحالة
في أواخر شهر أكتوبر 2020، نشر مستخدم على فيسبوك منشورًا في مجموعة عامة تُوصف بأنها منتدى مخصص للمسلمين الهنود. تضمن المنشور صورة كاريكاتورية من المسلسل التركي "Diriliş: Ertuğrul" (قيامة أرطغرل) تظهر فيها إحدى شخصيات المسلسل مرتدية درعًا من الجلد وتحمل سيفًا مغمودًا. يحتوي الرسم الكاريكاتوري على نص متراكب باللغة الهندية. وقد جاءت ترجمة فيسبوك للنص إلى اللغة الإنجليزية: "if the tongue of the kafir starts against the Prophet, then the sword should be taken out of the sheath" (إذا شرع لسان كافر بمهاجمة النبي، ينبغي استلال السيف من غمده). كما تضمن المنشور علامات هاشتاج تصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "الشيطان" وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
ذكرت فيسبوك في طلب الإحالة الذي قامت بتقديمه أن هذا المحتوى يسلط الضوء على حدة التوتر بين ما تعتبره الشركة خطابًا دينيًا وما يمكن أن يكون تهديدًا محتملاً بالعنف، حتى وإن لم يكن تهديدًا صريحًا.
النتائج الرئيسية
أزالت فيسبوك هذا المنشور بموجب معايير مجتمعها المتعلقة بالعنف والتحريض، والتي تنص على أن المستخدمين يتعين عليهم عدم نشر بيانات رمزية تنطوي على "تهديد مستتر أو ضمني". وقد فسرت فيسبوك العبارة "ينبغي استلال السيف من غمده" بأنها تهديد مستتر ضد "الكفار"، وهو المصطلح الذي قامت الشركة بتأويله على أنه يحمل نبرة انتقامية ضد غير المسلمين.
بالنظر إلى الظروف المحيطة بهذه الحالة، لا يعتقد أغلبية أعضاء المجلس أن هذا المنشور قد يتسبب في حدوث ضرر. وقد راودهم شك بشأن الأساس المنطقي الذي تستند إليه فيسبوك، مما يشير إلى أن التهديدات باستخدام العنف ضد المسلمين أدت إلى زيادة مستوى الحساسية لدى فيسبوك تجاه مثل هذه التهديدات، بل وزيادة مستوى الحساسية عند الإشراف على محتوى من هذه المجموعة.
رغم أن الأقلية من الأعضاء يرون أن هذا المنشور يشكل تهديدًا باتخاذ شكل ما من أشكال الرد العنيف على الاستخفاف بالمقدسات، اعتبرت الأغلبية من الأعضاء أن الإشارات إلى الرئيس ماكرون ومقاطعة المنتجات الفرنسية هي بمثابة دعوات إلى اتخاذ إجراءات ليست بالضرورة إجراءات تتسم بالعنف. وعلى الرغم من أن شخصية المسلسل التليفزيوني تحمل سيفًا، فقد فسر أغلبية الأعضاء المنشور على أنه منشور يقصد به انتقاد الرد الذي أدلى به ماكرون على أعمال العنف ذات الدوافع الدينية، وليس تهديدًا باستخدام العنف نفسه. يشير المجلس إلى أن قراره باستعادة هذا المنشور لا يعني ضمنًا تأييد مضمونه.
بموجب المعايير الدولية لحقوق الإنسان، يحق للأشخاص التماس الأفكار والآراء بجميع أنواعها وتلقيها ونشرها، بما في ذلك تلك التي قد تكون مثيرة للجدل أو مسيئة للغاية. وعلى هذا الأساس، رأى أغلبية الأعضاء أنه كما يحق للأشخاص أن يوجهوا الانتقاد إلى الأديان أو الشخصيات الدينية، فمن حق الأشخاص المتدينين أيضًا التعبير عن الإساءة بمثل هذا الشكل من أشكال التعبير.
يجب أن تكون القيود المفروضة على التعبير سهلة الفهم ومتاحة للجميع. وفي هذه الحالة، أشار المجلس إلى أن العملية التي تتبناها فيسبوك والمعايير التي تتبعها المتعلقة بتحديد التهديدات المستترة لم يتم شرحها للمستخدمين في معايير المجتمع.
في الختام، وجد أغلبية الأعضاء أن فيسبوك لم تقيم بدقة، بالنسبة لهذا المنشور بالتحديد، جميع المعلومات السياقية وأن المعايير الدولية لحقوق الإنسان بشأن التعبير تبرر القرار الذي اتخذه المجلس بشأن استعادة المحتوى.
قرار مجلس الإشراف
ألغى المجلس قرار فيسبوك بإزالة المحتوى، وطلب استعادة المنشور.
وكبيان استشاري بشأن السياسة، يوصي المجلس بما يلي:
- ولا ينبغي تنفيذ هذا القرار حتى يتم إخطار المستخدم والحصول على موافقته.
- على فيسبوك تقديم مزيد من المعلومات إلى المستخدمين بشأن نطاق القيود المفروضة على التهديدات المستترة وعملية إنفاذها؛ حيث سيساعد هذا المستخدمين في معرفة المحتوى المسموح به في هذا الشأن. ويجب على فيسبوك أن تنشر معايير الإنفاذ الخاصة بها للعامة. وينبغي أن تراعي المعايير نية المستخدم وهويته، فضلاً عن الجمهور الذي يتابعه والسياق الأوسع نطاقًا.
لمزيد من المعلومات:
للاطلاع على القرار الكامل الخاص بالحالة، انقر هنا.
للاطلاع على ملخص التعليقات العامة لهذه الحالة، انقر هنا.