أسقط
تعليق يستهدف الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون
تم النشر بتاريخ 23 نَيْسان 2025
تقدّم أحد المستخدمين بطعن على قرار Meta بالإبقاء على تعليق على فيسبوك يستهدف الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وإعاقات الأخرى.
تتم في القرارات الموجزة دراسة الحالات التي ألغت فيها Meta قرارها الأصلي بشأن أحد عناصر المحتوى بعد أن لفت المجلس انتباه الشركة إليه وتتضمن معلومات عن الأخطاء التي أقرت Meta بها. وتوافق عليها لجنة من أعضاء المجلس، وليس المجلس بكامله، ولا تتضمن تعليقات عامة ولا تُشكّل سابقة قانونية لدى المجلس. وتؤدي القرارات الموجزة إلى إحداث تغييرات مباشرة في قرارات Meta، مما يوفر الشفافية بشأن هذه التصحيحات، مع تحديد الجوانب التي يمكن أن تقوم Meta فيها بتحسين الإنفاذ.
الملخص
تقدّم أحد المستخدمين بطعن على قرار Meta بالإبقاء على تعليق على فيسبوك يستهدف الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وإعاقات الأخرى. وبعد أن لفت المجلس انتباه Meta إلى الطعن، ألغت الشركة قرارها الأصلي وأزالت التعليق.
حول الحالة
في فبراير، علّق أحد مستخدمي فيسبوك على منشور يتضمن إعلانًا لبرنامج "Love on the Spectrum" من Netflix. وتضمّن التعليق عبارات قال فيها المستخدم إنه ينظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم "نوعًا مختلفًا من البشر". وفي نفس التعليق، يذكر المستخدم أيضًا شخصًا محددًا، بالاسم، يعرفه ويقول: "هذه الفتاة...كانت أيضًا الطفلة السمينة الوحيدة في الفصل". ويضيف أن الأشخاص مثل هذه الطفلة "يصعب التفاعل معهم… فهم نوع مختلف. شكل مختلف من البشر".
أوضح المستخدم الذي قدّم الطعن إلى المجلس على قرار Meta الأصلي بعدم إزالة هذا التعليق أنه بمثابة "تعليق لاذع للغاية ضد الأفراد المصابين بمتلازمة داون". وأكد المستخدم الذي قدّم الطعن أن "الأمر لا ينبغي أن يتطلب مقالًا كاملًا لشرح سبب وجوب تمييز هذا التعليق على أنه مخالف من قِبل نظام فيسبوك"، وحثّ شركة Meta على "الارتقاء بأدائها".
وفقًا لسياسة Meta بشأن السلوك الذي يحض على الكراهية، تقوم الشركة بإزالة الخطاب الذي يجرد الأشخاص من إنسانيتهم استنادًا إلى سمات تتمتع بحقوق حماية، مثل الإعاقة. ويتضمن ذلك المقارنات أو التعميمات حول: "عدم الآدمية (بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر: الهمجيون أو الشياطين أو الوحوش)". في التعليق، عمّم المستخدم واصفًا الأشخاص المصابين بمتلازمة داون بأنهم "نوعًا مختلفًا من البشر".
بالإضافة إلى ذلك، تحظر سياسة Meta بشأن المضايقة والإساءة المحتوى الذي يستهدف شخصًا بعينه من خلال "عبارات تنطوي على الدونية بشأن المظهر الجسدي." إن وصف المستخدم لشخص معين بأنه "الطفل السمين الوحيد" يعد بمثابة عبارة دونية تصف جسمه. وهو انتهاك بموجب الفئة الأولى من السياسة، التي تضمن توفير "حماية شاملة للجميع." ولا يشترط أن يقوم الشخص المستهدف بالإبلاغ عن المحتوى كي يُعدّ ذلك انتهاكًا يستوجب إزالة المحتوى.
بعد أن لفَت المجلس انتباه Meta إلى هذه الحالة، قررت الشركة أن المحتوى انتهك سياساتها بشأن السلوك الذي يحض على الكراهية والمضايقة والإساءة، وأن قرارها الأصلي بالإبقاء على التعليق لم يكن صائبًا. وخلُصت Meta إلى أن المستخدم انتهك سياسة السلوك الذي يحض على الكراهية بوصفه للأشخاص المصابين بمتلازمة داون بأنهم "نوعًا مختلفًا من البشر"، وانتهك سياسة المضايقة والإساءة حين وصف شخصًا محددًا بأنه "الطفل السمين الوحيد". وعلى ضوء ذلك، أزالت الشركة المحتوى من فيسبوك.
سُلطة المجلس ونطاق عمله
يتمتع المجلس بسلطة مراجعة قرار شركة Meta بعد تلقي طعن من المستخدم الذي تعرض المحتوى الخاص به إلى الإزالة (المادة 2، القسم 1 من اتفاقية المجلس؛ والمادة 3، القسم 1 من اللائحة الداخلية).
عندما تُقر Meta بأنها ارتكبت خطأً وتُلغي قرارها الصادر بشأن حالة قيد النظر نتيجة مراجعة المجلس، يجوز للمجلس اختيار هذه الحالة لإصدار قرار موجز (المادة 2، القسم 2.1.3 من اللائحة الداخلية). ويراجع المجلس القرار الأصلي لزيادة فهم عمليات الإشراف على المحتوى والحد من الأخطاء وتعزيز معدلات الإنصاف لمستخدمي فيسبوك وInstagram وThreads.
أهمية الحالة
تمثل هذه الحالة مثالًا صارخًا على خطاب تجريد الأشخاص ذوي الإعاقة من إنسانيتهم، فهي لا تنطوي على أي تلميح أو مواراة، بل تصرح بوضوح أن متلازمة داون تجعل الشخص "نوعًا مختلفًا من البشر". وتشير عدم إزالة هذا المحتوى إلى وجود مشكلة خطيرة في أنظمة إنفاذ السياسات لدى Meta.
وبهذا تسلط الحالة الضوء على فشل Meta في إنفاذ سياساتها ضد السلوك الذي يحض على الكراهية بفعّالية. وتشير تقارير حديثة إلى أن المضايقات عبر الإنترنت التي تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل المصابين بمتلازمة داون، تشهد تزايدًا ملحوظًا. ووفقًا لتقرير مكافحة التنمر السيبراني ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، فإن الأشخاص ذوي الإعاقة "أكثر عرضة بشكل ملحوظ للتعرض للتنمر الإلكتروني"، وقد "يضطرون أحيانًا إلى الانسحاب تمامًا من الفضاءات الرقمية نتيجة هذه الإساءة على الإنترنت". وجاءت حملة اليوم العالمي لمتلازمة داون لعام 2024 تحت شعار: "دعوة للأشخاص حول العالم لإنهاء القوالب النمطية، #EndTheStereotypes، مؤكدة أن القوالب النمطية تعيق معاملة الأشخاص المصابين بمتلازمة داون والإعاقات الذهنية بالاحترام اللائق.
أصدر المجلس توصيات تهدف إلى تحسين إنفاذ سياسة Meta للحد من الأخطاء. وحث الشركة على مواصلة تطوير قدراتها في رصد المحتوى الذي ينتهك معيار مجتمعها بشأن الخطاب الذي يحض على الكراهية (التي أصبحت تُعرف الآن بسياسة السلوك الذي يحض على الكراهية).
على سبيل المثال، أوصى المجلس Meta بضرورة "أن تشارك [مع الجمهور] نتائج التدقيق الداخلي الذي تجريه لتقييم دقة المراجعة البشرية وأداء الأنظمة التلقائية في إنفاذ سياسة الخطاب الذي يحض على الكراهية [السلوك الذي يحض على الكراهية]" (الادعاءات الجنائية استنادًا إلى الجنسية، التوصية رقم 2). في ردها الأولي، أوضحت Meta أنها ستنفذ هذه التوصية جزئيًا. صرّحت Meta بأنها "ستواصل مشاركة البيانات المتعلقة بحجم المحتوى المرتبط بخطاب الكراهية الذي تتم معالجته عبر آليات الكشف والإنفاذ [لديها] في تقرير إنفاذ معايير المجتمع (CSER)"، بينما ستتم مشاركة البيانات الخاصة بدقة الإنفاذ على المستوى العالمي بشكل سري مع المجلس. وقد صدرت هذه التوصية في سبتمبر 2024. ولا يزال تنفيذها قيد التقدم، ولم تتم مشاركة البيانات مع المجلس حتى الآن.
يبدي المجلس قلقه من أن Meta لم تشارك علنًا ما إذا كانت قد أجرت أي إجراءات للعناية الواجبة بحقوق الإنسان قبل التغييرات في السياسات وآليات الإنفاذ التي أُعلن عنها في 7 يناير 2025، كما أشار المجلس في قراراته بشأن "انتقاد سياسات الهجرة والمهاجرين في الاتحاد الأوروبي"، و"منشورات تعرض عَلَم جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري"، و"مقاطع فيديو نقاشية حول الهوية الجنسية" و"المنشورات الداعمة لأعمال الشغب في المملكة المتحدة". قد يؤدي اتباع نهج أقل استباقية في إنفاذ السياسات إلى انتشار أكبر للمحتوى الذي يستهدف أفراد الفئات الضعيفة، مثل المنشور قيد المراجعة في الحالة التي بين أيدينا. في تلك القرارات، شدد المجلس على أنه "فيما يتعلق بتغييرات الإنفاذ، ينبغي أن تأخذ العناية الواجبة في الاعتبار احتمالات كل من فرط الإنفاذ (الدعوة إلى تظاهرة نسائية في كوبا، تغيير دلالة كلمات عربية ازدرائية إلى كلمات مقبولة) وكذلك ضعف الإنفاذ (إنكار محرقة اليهود (الهولوكوست)، العنف ضد المثليين في غرب أفريقيا، منشور باللغة البولندية يستهدف الأشخاص المتحولين جنسيًا)." أكد المجلس أيضًا في كلتا الحالتين على أهمية أن تضمن Meta "تحديد الآثار السلبية لهذه التغييرات على حقوق الإنسان، والعمل على التخفيف منها حدتها ومنعها، والإفصاح عنها علنًا."
القرار
ألغى المجلس قرار شركة Meta الأصلي بالإبقاء على المحتوى. ويُقر بأن Meta قد صحّحت خطأها الأوّلي بمجرد أن لفت المجلس انتباهها إلى الحالة.
العودة إلى قرارات الحالة والآراء الاستشارية المتعلقة بالسياسة